في إطار التزامها الدائم بدعم صمود الشعب الفلسطيني ، نظمت مؤسسة التعاون مؤخراً اجتماعين لمجموعة الخبراء يومي السبت 25 مايو والأحد 26 مايو. تم عقد هذه الاجتماعات حضورياً وافتراضياً، وجمعت الخبراء والمعنيين من منظمات دولية وفلسطينية متنوعة لمناقشة الاحتياجات الملحة للرعاية الصحية ورعاية الأيتام في غزة، والتي تفاقمت جراء العدوان المستمر.
أكد الدكتور طارق امطيرة، المدير العام لمؤسسة التعاون، على أهمية التكاتف والعمل الجماعي، قائلاً: "غزة بحاجة إلى اهتمام فوري وجهود موحدة من جميع الأطراف المعنية. علينا أن نعمل معاً وبشكل منظم لتحقيق الاستجابة اللازمة للتحديات الحالية. أؤمن بشدة بالدور الفعّال الذي يمكن أن تلعبه المنظمات في وضع الخطط وتنفيذها بفعالية."
كما أشار الدكتور غسان أبو ستة، مدير برنامج طب النزاعات في معهد الصحة العالمية في الجامعة الأمريكية في بيروت والمشارك في تنظيم الاجتماعين، إلى الحاجة لتعزيز قدرة المرافق الصحية المتبقية في شمال غزة. وقال: "مستشفى الأهلي ومستشفى العودة هما الملاذ الوحيد للرعاية الصحية في شمال غزة في الوقت الحالي." مضيفاً: "يجب علينا استكشاف طرق مبتكرة لزيادة قدراتها لتلبية الطلب المتزايد على الخدمات الطبية."
ومن الجدير ذكره أن الاجتماع الأول لمجموعة الخبراء، ركّز على "إعادة التأهيل السريع وتوسيع الرعاية الصحية الطارئة في شمال غزة". وشارك فيه عدد من الشخصيات البارزة مثل السيدة سهيلة ترزي، مدير عام المستشفى الأهلي العربي؛ والسيد جمال الحواجري، عضو مجلس إدارة مستشفى العودة؛ والدكتور فوزي الحموري، الرئيس المشارك لمبادرة الصحة في غزة. سلط الاجتماع الضوء على الحاجة الماسة لتعزيز قدرة مستشفى الأهلي العربي ومستشفى العودة، وهما المستشفيان الوحيدان المتبقيان في شمال غزة. وتم استعراض طرق مبتكرة لزيادة قدراتهما، وتوسيع نطاق خدماتهما، وتأمين المستلزمات والمعدات الطبية اللازمة. وفي نهاية الاجتماع تم الإعلان عن تشكيل فريق عمل لمتابعة إعادة تأهيل وتوسيع كل مستشفى.
أما الاجتماع الثاني لمجموعة الخبراء، الذي جاء بعنوان "حشد الجهود لدعم برنامج رعاية أيتام غزة"، فقد تناول الاحتياجات الملحة للأطفال الأيتام في القطاع. واستعرضت مؤسسة التعاون خلال الاجتماع برنامجها لرعاية أيتام غزة الذي أطلقته مع بداية العدوان الحالي على غزة. وأكد المتحدثون الرئيسيون وهم السيدة مها محيسن، مديرة برنامج رعاية الأيتام في غزة لدى مؤسسة التعاون؛ والسيد فادي الهندي، مدير مكتب التعاون في غزة، أن البرنامج يهدف إلى تقديم دعم مستمر وشامل ومتكامل لـ 20,000 طفل يتيم حتى بلوغهم، بميزانية تقديرية تبلغ 376 مليون دولار على مدى 18 عاماً.
تعكس هذه الاجتماعات التزام مؤسسة التعاون بتوظيف مواردها بكفاءة وفاعلية لدعم صمود الفلسطيني في أرضه. وذلك بتكاتف الجهود ، وحشد الموارد، ووضع حلول مستدامة، وتحسين حياة الفلسطيني، مع تركيزها على قطاع غزة في الوقت الحالي. وستواصل مؤسسة التعاون تنظيم اجتماعات أخرى لمجموعة الخبراء لمعالجة احتياجات مختلف القطاعات مثل التعليم والزراعة.
شهدت الاجتماعات مشاركة مجموعة واسعة من المنظمات والمؤسسات الدولية والمحلية، حيث شارك بعضهم في كلا الاجتماعين. المشاركون تضمنوا الدكتور غسان أبو ستة، جمعية إغاثة أطفال فلسطين (PCRF)، مستشفى الأردن، إعمار الأرض MSN -، Harvard Medical School Center for Global Health Delivery، أطباء بلا حدود هولندا لفلسطين، منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO)، أعضاء وموظفو التعاون، الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية (IICO)، أطباء بلا حدود بروكسل، مهندس/ عضو مجتمع التعاون، GOAL، خطيب وعلمي (K&A)، أنيرا، مستشفى الأهلي العربي، المستشفى التخصصي، اليونيسف، منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، سفارة مملكة بلجيكا، - Plan الأردن، جمعية إنعاش الأسرة، Goal Global، جمعية الفردوس الخيرية - فرنسا، مبادرة الصحة في غزة، NORWAC، جمعية العودة الصحية والمجتمعية، جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية، مؤسستنا الشقيقة في المملكة المتحدة Welfare Association (UK)، مؤثر/ محامي/ ناشط لفلسطين، مؤسسة منيب وأنجلا المصري (MAF)، اتحاد المقاولين الفلسطينيين، نقابة المهندسين الأردنيين (JEA)، مهندسون أفراد، أطباء أفراد، Danish Muslim Aid، مؤسستنا الشقيقة في المملكة المتحدة Welfare Association (UK)، جامعة بيرزيت، يونيسف، يونيسف - دولة فلسطين، يونيسف- غزة، وIDRF.
"التعاون" مؤسسة أهلية غير ربحية انطلقت في جنيف في العام 1983، بمبادرة مجموعة من الشخصيات الاقتصادية والفكرية الفلسطينية والعربية، لتغدو أحد أكبر المؤسسات العاملة في فلسطين ومخيمات اللاجئين في لبنان، حيث تلامس حياة أكثر من مليون فلسطيني سنوياً نصفهم من النساء، باستثمارها ما يقارب أكثر من 900 مليون دولار منذ تأسيسها في تنفيذ البرامج التنموية والإغاثية في مناطق عملها.
وتتواجد "التعاون" في كل من فلسطين والأردن ولبنان وسويسرا، وفي بريطانيا من خلال المؤسسة الشقيقة، وتنفذ تدخلاتها لتعزيز صمود المواطن الفلسطيني في فلسطين ومخيمات اللاجئين في لبنان.
في عام 2023 أطلقت التعاون توجهاتها الاستراتيجية لعمل المؤسسة للأعوام 2023- 2025، والتي انطلقت بتحديد متطلبات التمكين في عالمنا اليوم، لا سيما للشباب، والتي تركز على ﺑﻨﺎء ﻛﻔﺎءاﺗﻪ وﻣﻬﺎراﺗﻪ، وتوفير الفرص له ليكون ﻣﺘﻤﻜﻨﺎً ومواكباً لعالمه وقادراً على إطلاق طاقاته الإبداعية ليكون عنصرًا فعالاً في مجتمعه وجزء من التغيير الإيجابي المعاصر لعالم اليوم. وتأتي محاور تدخلات التعاون نحو تمكين الإنسان الفلسطيني في مجالات الابتكار والريادة، وتطوير المهارات اللازمة لمستقبل الوظائف وإعادة صقلها، وتعزيز التعليم النوعي والتعلم المستمر، وتحفيز المشاركة المجتمعية، ودعم الثقافة والتراث الثقافي.