برنامج متكامل لتطوير قرية وادي غزة / مشروع إعادة إستصلاح الاراضي المدمرة في قرية وادي غزة
السيد حسن عبد الكريم ابو عيسى بعمر يناهز 60 عام ولديه من الابناء 8. يمتلك من الارض سبعة دونومات يتقاسمها مع اخوته الثلاثة، ولكل منهم ثمانية ابناء. تقع ارض ابو عيسى في شرق قرية وادي غزة الحدودية وتبعد مسافة 700 م عن الحدود الشرقية والخط الفاصل بين القرية وثكنات الاحتلال الاسرائيلي، وغاالباً ما تتعرض المنطقة لاطلاق نار عشوائي على مزارعي الحدود التي تنتمي اليها عائلة أبو عيسى. كما تعرضت الأرض للتجريف من قبل جيش الاحتلال عدة مرات خلال اجتياح القرية عام 2007، وكان أخر هذه التجريفات خلال حرب 2008-2009 على غزة حيث تم تدميرها وتجريف المزروعات وتدمير البئر الخاص بالمياه. يعمل ابو عيسى عاملا براتب بسيط في بلدية وادي غزة يكاد لا يكفي لسد الاحتياجات الاساسية لعائلته المكونة من 8 افراد بالاضافة الى اسر اخوانه وشركائه في الارض الذين يعتمد دخلهم بالاساس على ما تنتجه الأرض من خيرات.
تمكن ابو عيسى من الحصول على مساعدة بقيمة 8400 دولار امريكي من البرنامج المتكامل لتطوير قرية وادي غزة لإعادة استصلاح ارضه المدمرة، وبالفعل استطاع زراعة الارض باشجار الزيتون. وقام فريق العمل بمتابعة عمل ابو عيسى طوال فترة زراعة الارض، خصوصا وان زراعة أشجار الزيتون تأخذ وقتاً ليس قصيرا كي تثمر، الا أن فريق العمل تفاجأ بأن المواطن يقوم بزراعة الخضراوات المتنوعة بين الاشجار. حيث تم سؤاله عن سبب ذلك فأجاب بان اشجار الزيتون تأخذ فترة ليست بالقصيرة حتى تثمر، وبالتالي فانه قام باستغلال المساحات الفارغة بين الاشجار وزرعها بالخضار سريع النمو بغرض استخدامها للاستهلاك العائلي وبيع ما يفيض منها وذلك لاستغلال الدخل في الاستمرار بزراعة وفلاحة الارض.
بعد مضي عام كامل كان خلالها فريق العمل يتابع أحوال الاراضي المستصلحة ومن ضمنهم ارض ابو عيسى، ويقول ابو عيسى "الحمد لله زرعت الأرض 3 مرات وحصدت المحصول انا واخوتي، وقمنا ببيعه حيث كان المبلغ كل مرة يكفى لتغطية نفقات الأرض والمنزل على حد سواء"، واضاف بأنه سيستمر باستخدام الزراعة المتداخلة لتوفير نفقات الارض الى أن يثمر شجر الزيتون ويبدأ بحصاده وبيعه في السوق المحلي.
ويضيف ابو عيسى بأن المساعدة التي تلقاها هي اكبر واهم مساعدة تلقاها هو واخوته من بعد تدمير أرضهم اذ قال "هذه المساعدة جعلتني أنا واخوتى بأمان وأدخلت علينا السعادة بزيادة الدخل وتحسين وضعنا الاقتصادي، خصوصا وأن معظم المساعدات التي تلقيناها كانت اغاثية بحتة ولم تعمل على استصلاح مصدر دخلنا الرئيسي كما فعلت "التعاون" التي قدمت لنا الدعم لاستصلاح ارضنا والاستثمار فيها لتكون مصدر دخل لنا لنستطيع ان نحسن من ظروف معيشتنا"، وأضاف " 3 أعوام مضت بعد حرب غزة 2009 تقريبا وانا اناشد الجميع باستصلاح الارض حتى تكفيني واولادي واخواتي واولادهم ولكن لا مجيب الى أن قامت "التعاون" بهذا العمل الذي احيا ارضي وارض اخوتى بل ان هذا العمل احيا الاسرة جميعها حيث وفرت مصدر دخل لنا ووفرت فرص عمل لأولادنا".