محمد ابو حماده أول طفل لأبويه يبلغ حالياً من العمر 7 سنوات من معسكر الشاطئ، حلم والديه بأحلام وردية لمستقبل طفلهما قبل أن يجئ و هيئوا المنزل لاستقباله، و يحدوهم الأمل لرؤية هذا الطفل، بأن يكون امتداداً لهم ويحقق ما يصبون إليه، إلا أن الرياح تجري بما لا تهوى السفن، فكانت النتيجة التي هدمت كل حلم سابق هي أن الطفل المنتظر كان من ذوي الاحتياجات الخاصة ( تخلف عقلي، إعاقة حركية).
في البداية كانت الصدمة التي بددت كل حلم جميل إلا أن الوالدين كانا على قدر من لمسؤولية فكان القرار عدم الاستسلام للإعاقة بل العمل السريع على هزيمة هذه الإعاقة، إلا أن الظروف الاقتصادية الصعبة وتكلفة التأهيل بالإضافة إلى قلة المراكز المؤهلة شكلت صدمة أشد على الأسرة من صدمة الإعاقة نفسها.
التحق الطفل محمد ابو حماده في مركز التأهيل لجمعية مبرة الرحمة للأطفال منذ ما يزيد عن 4 سنوات ليتلقى خدمات التأهيل المختلفة (علاج طبيعي، تعليم خاص، علاج نطق ..إلخ)
أبدى الأهل اهتمام بابنهم وبدأ الطفل يتحسن على طول فترة الخدمة إلا أنهم استمروا في توفير ما يحتاجه الطفل، محمد كان مهدد من الاستمرار في تلقي الخدمة في المركز بسبب الوضع الاقتصادي لأسرته وعدم وجود دعم يمكن من تطوير مركز التأهيل ويرفع من مستوى الخدمات المقدمة، حتى جاء بفضل الله مشروع تكفل الأطفال بتمويل من مؤسسة التعاون والذي قدم فرصة للعديد من الأطفال ومكن من تطوير المركز وإدخال وسائل التكنولوجيا الحديثة في التأهيل والتعليم مما ساهم في زيادة عدد الأطفال.
محمد أصبح الأن و بعد مرور 4 سنوات مؤهل للاندماج والالتحاق في التعليم النظامي.
تقول والدة محمد، "لو لم اشعر بتحسن طفلي لما كنت لأستمر في إلحاق إبني في مركز التأهيل، نعم كان التحسن بطيء ولكنه حدث وتحسن محمد بشكل يشعرني بالسعادة." وتؤكد إحدى المعلمات، "لولا اهتمام الأسرة بالطفل لما حدث هذا التطور وهذا التحسن عند محمد. قمنا معا بنقله لمرحلة جديدة في الحياة!"