ندى زهرة في العاشرة من عمرها ... براءة الطفولة ترتسم على وجهها ، ويشع الأمل من عينيها الكحيلتين، تذهب الى مدرستها يومياً ،مؤدية لواجباتها البيتية، و تحاول جاهدة أن تكون من المتفوقات و لكن يقف بينها و بين حلمها الخوف و عدم مقدرة والدتها على مساعداتها في الدراسة لصعوبة المناهج فهي تعاني من ضعف في التحصيل العلمي يكدر صفوها.
كانت ندى إحدى الطالبات اللاتي استفدن من مشروع تحسين وصول الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في قطاع غزة في مركز الشعف. قامت المعلمات بقياس مستوى ندى العلمي من خلال امتحان قياس مستوى في 3 مواد و كانت تعاني ضعف عام في المواد الثلاث (عربي، إنجليزي و رياضيات).
إلتزمت ندى بالحضور اليومي إلى المركز للاستفادة من الجلسات التعليمية و قد أعطوها المعلمات اهتمام كبير خاصة لما تبديه الطالبة من رغبة في التحسن.
استخدم المعلمات كافة الوسائل التعليمية و الطرق المتوفرة في سبيل تقديم المعلومات إلى ندى و زميلاتها بأبسط الطرق و أسهلها. كانت المعلمات حريصات على مشاركة ندى و زميلاتها خلال الجسات التعليمية لكسر حاجز الرهبة و تعزيز الثقة بالنفس و انهم قادرين على المشاركة بقوة في فصولهم التعليمية في المدرسة فهم يستطيعون فعلها إن أرادوا.
ندى حظيت بمتابعة منزلية من والدتها رغم ان والدتها لم تتجاوز الصف التاسع في التعليم بجانب عدم قدرتها على رعاية أبنتها فكتفت بزيارة مستمرة لندى في المركز و استخدام التعزيز اللغوي و المتابعة المنزلية لها.
فعلي لسان الام بانها ليس لديها القدرة علي تدريس ابنتها هذا المنهج الذي يحتاج مختصين ذو كفاءة فكان وجود مركز الشعف بمثابة النجدة لها للمحافظة علي مستوي ابنتها ندى الدراسي وليس ذلك فحسب بل والاجتماعي فالمركز يسلط الضوء علي التعليم بأساليب يعشقها الطلاب كالقصص والاناشيد واللعب.
معلماتها سعيدات بها لاجتهادها وحسن أخلاقها ، وهي سعيدة فرحة بهن لكثرة ثنائهن عليها.. ندى لها احلامها الخاصة مثل كل الأطفال جميلة تحلم بأن تكمل دراستها ... وان تلتحق بالجامعة لتدرس الصحافة.