جهاد حجي، مواطن فلسطيني يسكن شرق الزيتون، شرق مدينة غزة. أسرته مكونة من 11 شخص 8 منهم ذكور وثلاثة من الاناث. يعمل جهاد في صناعة المخللات حيث يقوم بشراء الخضار من المزارعين ليقوم بصناعتها وبيعها.
رسم الزمن على قسمات وجه جهاد علامات التعب والضنك، أعباء الأسرة كبيرة واحتياجاتها كثيرة، منهم من يدرسون في الجامعات ويحتاجون لرسوم ومصاريف في ظل ظروف اقتصادية صعبة زادت صعوبتها بعدما تأثر عمل جهاد بعد قلة الإنتاج في المناطق الزراعية التي دمرت جراء العدوان على غزة.
كثير من المواسم كان الحاج جهاد يعاني من خسارة في كثير من الأحيان وذلك بسبب عدم وجود خضروات ذات جودة مناسبة أو قلة الانتاج مما يسبب ارتفاع أسعار الخضار وخاصة منتوج الخيار، الامر الذي كان يجعله لا يجنى الارباح المطلوبة لاحتياجات أسرته.
يقول الحاج جهاد "كثير من المواسم بالكاد نوفر ما صرفناه، مرات الخيار يكون غالي ومرات تكون الجودة غير جيدة بشكل كاف ليرضي الزبون. وفي بعض الأحيان نخسر!"
ويضيف قائلا: "كنت أحلم بأن أزرت الخضار خاصة الخيار في أرضي التي تزيد مساحتها عن 15 دونم، حتى أزرع بالجودة المناسبة لصناعة المخلل وبجودة تساهم في توفير منتوج جيد ويدر دخل وفير وتوفير هامش ربح لي وللمزارعين الآخرين. هذا الحلم كان بينه وبين الواقع عقبات كثيرة!"
يوضح الحاج جهاد: "من العقبات ان ارضي لا تصلها المياه بسبب عدم وجود مصدر مياه قريب وكذلك ان لا أملك تكلفة ايصال المياه لارضي."
كان يشتري الحاج جهاد كل سنة تقريبا 3000 صندوق خيار بقيمة 32 شيقل للصندوق الواحد وهذه التكلفة هي أكثر من ضعف التكلفة عليه لو تمكن من زراعة أرضه. يوضح الحاج جهاد: "لو تمكنت من زراعة أرضي ممكن اوفر في السنة 60,000 شيقل، و هادا مبلغ لو قدرت اوفرة، بيساعدني اطور حياتي وشغلي بشكل كبير."
لم تبقى احلام الحاج جهاد رهن التخيلات، فأهل الخير لا يدخرون جهدا في تحقيق أحلام الفقراء والمعوزين، ولم ينقطع حبل الامل عند الحاج جهاد بان الله سيحقق حلمه في يوم من الايام.
علم الحاج جهاد عن ان مركز العمل التنموي معا يقوم بتمديد خطوط ناقلة للمياه للاراضي التي لا تصلها مياه الري ضمن مشروع استصلاح الأراضي الزراعية المدمرة في غزة الممول من الصندوق العربي للأنماء الاقتصادي والاجتماعي، استطاع الحاج جهاد أن يحقق حلمه كأحد المستفيدين من هذا المشروع كغيره من الذين تحقق لهم أن يستفيدوا من إعادة زراعة أراضهم واستمرار عملهم في المجال الزراعي.
ضمن مشروع "استصلاح الاراضي الزراعية المدمرة في غزة" الذي تشرف عليه مؤسسة التعاون، بدء العمل وبدأ معه الأمل يتجدد في قلب الحاج جهاد والعديد من المزارعين الآخرين، وفي غضون اسبوع تم تمديد ما يزيد عن 650 متر من الخطوط الناقلة للمياه الى ارض الحاج جهاد لتعيد احياء 15 دونما جديدا يستطيع الحاج جهاد ان يزرعها الآن بمحصول الخيار كما كان يحلم.
يقول الحاج جهاد: "هذا المشروع ساهم بوصول المياه لأرضي الزراعية وأتوقع خلال عام أن تكون الأرض مليئة بالخضار والأيدي العاملة من المزارعين والإنتاج الكثيف باذن الله. حياتي تغيرت الآن بفضل الله ثم بفضل الداعمين لهذا المشروع الحيوي."