نفذت جمعية الثقافة العربية دورة في تجنيد موارد لمشاريع ثقافيّة مجتمعيّة، وهي دورة تأتي ضمن برنامج تدريبات مشروع "عمل فنّيّ"، بدعمٍ من مؤسّسة التعاون والاتحاد الأوروبيّ ومؤسّسة الأصفريّ. يشارك في الدورة 25 مندوبًا عن جمعيات ومبادرات ثقافيّة وأهليّة من مختلف المناطق، وتصل مدّتها إلى 100 ساعة أكاديميّة مقسّمة على لقاءات أسبوعيّة، وتهدف إلى تأهيل كادر محليّ نوعيّ من مطوّري/ات ومجنّدي/ات الموارد في مؤسّسات العمل الأهليّ والمبادرات الثّقافيّة العربيّة الفلسطينيّة في الداخل.
جمان مزاوي: "وجود الدورة ضمن جمعيّة الثّقافة العربيّة، أشعرني بالأمان"
جمان مزاوي من النّاصرة هي ناشطة تعمل في إدارة المشاريع وتوجيه المجموعات، وكذلك تعمل مركّزة مشاريع وإدارة العمل الدّاخليّ في "إنجاز – المركز المهنيّ لتطوير الحكم المحليّ للسلطات المحليّة العربيّة". تقول جمان عن مشاركتها مؤخرا في دورة في تجنيد الموارد لمشاريع ثقافية ومجتمعية، "هذه فرصة ذهبية ستخدمني في عملي للمجتمع الفلسطيني والعمل الجماهيري وتطوير الحكم المحلي للسلطات المحلية العربية".
تدريب "المبدعون المبادرون" يتكلّل بتأسيس أربع مبادرات إبداعيّة فلسطينيّة
واختتمت جمعيّة الثّقافة العربيّة تدريب "المبدعون المبادرون"، والذي نظّمته ضمن مشروعها "عمل فنّيّ" بالتعاون مع المجلس البريطانيّ وNESTA (مؤسّسة بريطانيّة للعلوم، التكنولوجيا والفنون)، وذلك في أمسية وُزّعت فيها أربع منح ماليّة بلغت قيمتها مجتمعة 10,000 جنيه إسترلينيّ، مُنحت لأفضل أربع مبادرات فنّيّة إبداعيّة عمل أصحابها على تطويرها خلال مراحل التّدريب.
انقسم التدريب على مرحلتين، حيث قدّمت المحاضرة ميغان باول فريتسويك من مؤسّسة NESTA البريطانيّة ورشة مكثّفة لمدّة أسبوع استعرضت خلالها آليات عمل وأدوات نظريّة لإرشاد المشتركين بكيفيّة تحويل الأفكار الإبداعيّة والفنيّة إلى مصالح مستدامة تعتمد على دخلها الذّاتيّ. أما في المرحلة الثّانية من التدريب، تمّ تقسيم المشاركين والمشاركات على ثلاث مختصّين محليّين في مجال المبادرات الاقتصاديّة هم يعقوب خازن، داهود إمسيس وعرين شحبري، حيث رافق المختصّون المشاركين بشكل فرديّ لتطوير خطّة تجاريّة وخطّة عمل لكل واحد/ة من المشاركين/ات. في نهاية التدريب، تم توزيع منح ماليّة بقيمة 10,000 جنيه استرليني قدّمت من قبل المجلس الثّقافي البريطانيّ لأفضل 4 مشاريع طُوّرت خلال التدريب، وذلك لتكون المنحة أول استثمار (Seed Investment) في سبيل تأسيس المصالح الابداعيّة.
المبادرة الأولى: تطبيق تفاعليّ للتطوّر الحسيّ والجسديّ للأطفال العرب
عملت المعالجة بالحركة نسرين جبارة خلال اشتراكها في تدريب "المبدعون المبادرون" على تطوير تطبيق للهاتف الذّكيّ موجّه للأطفال العرب في كلّ مكان بالعالم من جيل 3 إلى جيل 6 سنوات، حيث بإمكان الأطفال استخدام التطبيق والتفاعل معه بشكل فرديّ أو بمساعدة أهاليهم أو معالجين ومعالجات بالحركة. يحتوي التّطبيق على مضامين من عالم العلاج بالحركة والتي تساهم في تطوير الطفل حسيًا وجسديًا. تقول جبارة عن مشاركتها في التدريب: "عندما وصلت إلى المرحلة الأولى من التّدريب، كانت هناك فكرة أولى للمشروع، جاءت من عالمي المهنيّ كمعالجة بالحركة، لكن خلال كلّ مراحل التّدريب اكتسبت أدوات عملية لتطوير فكرتي لتصبح مشروعًا بكافّة مركّباته، خاصّة الماديّة منها والتي لم تكن عندي أي معرفة فيها. مع كل مراحل التّدريب تطورت الفكرة إلى مشروع متكامل".
المبادرة الثانية: تصميم أثاث معاصر بدمج التطريز الفلسطيني
في المكان الثّانيّ، حصلت المهندسة ومصمّمة الأزياء إنانا جريس على منحة لدعم مشروعها، والتي تعمل فيه على إحضار فنّ التّطريز الفلاحيّ الفلسطينيّ إلى منتجات معاصرة من مواد متنوعة، مثل المعادن، وذلك من خلال تقنيات الإنتاج الحديثة، حيث ترى بأنه بإمكان هذا الموروث العريق أن يكون حاضرًا اليوم في بيوت الناس، بكل مكان بالعالم، سواء في طراز بناء البيوت أو التّصميم الدّاخلي أو تصميم الأثاث ولكن بصورة معاصرة.
تقول إنانا: "تكمن الفكرة بدمج موروثنا الثّقافيّ مع احتياجاتنا المعاصرة. أعمل على إنشاء مشروع مجتمعيّ (Social Business) لبناء أثاث منزلي بتصميم يدمج التطريز الفلسطيني، سيعتمد على تشغيل نساء عربيّات لدعمهنّ اقتصاديًا من خلال عمل مبتكر وخصوصيّ، للحفاظ على الموروث الثقافي العربيّ العريق. لقد استفدت كثيرًا من تدريب "المبدعون المبادرون" حيث أصبحت لدي خارطة طريق الآن للبدء بإنشاء وتأسيس فكرتي الإبداعيّة لتصبح مشروعًا تجاريًا مجتمعيًا ناجحًا. لقد عملت في السنوات الأخيرة على تطوير هذه الفكرة ولكن لم أدرك من أين أبدأ، والآن الطريق واضحة أمامي".
المبادرة الثالثة: إعادة إحياء سينما "الناظر" الحيفاوية من خلال سيارة سينما متنقلة
في المكان الثّالث، تقاسم المنحة كلّ من محمّد غنّام ومرام قبلاوي. مشروع المصوّر محمد غنّام هو مشروع سينما متنقلة تحمل اسم "سينما النّاظر"، وهي سينما تاريخيّة في حيفا التحتا كانت مفتوحة للجمهور حتى النكبة عام 1948. ومن خلال مشروعه، يسعى غنّام إلى إعادة إحياء السّينما، ليس كمساحة فيزيائيّة فعليّة وإنّما كفكرة، وذلك من خلال تجهيز سيّارة سينما متنقلة في حيفا وبين المدن والقرى العربيّة، للوصول إلى المناطق المهمشة وكشف الجمهور العربي إلى السّينما.
في حديثه، قال غنّام: "عندما بدأ التّدريب، لم تكن لديّ أي فكرة كيف يمكن لمشروعٍ فنّيّ أن يكون ذو صبغة تجاريّة وأن يأتي بالمردود المادّيّ، ولكن التدريب زوّدني بأدوات وآليات جديدة ساعدتني بكتابة وتطوير خطّة تجاريّة وخطّة عمل لإنشاء المشروع".
المبادرة الرابعة: مدرسة "الأندلس" لتعليم الفلامنكو
شاركت أيضًا مرام قبلاوي في تدريب "المبدعون المبادرون" بهدف تطوير مشروع إنشاء مدرسة لتعليم رقص الفلامنكو. تقول قبلاوي: "من خلال التدريب أدركت أنه بإمكاني تحويل الحلم إلى حقيقة. لم أتوقّع يومًا أنه بإمكاني كسب الرزق من الفن، وكنت أعمل دائمًا بوظائف مختلفة بعيدة عن الفن لأعيش، ولكن بعد التدريب مباشرةً استقلت من عملي اليومي واعتمدت على الأدوات والخطط التي طوّرتها من خلال التدريب لأفتتح مدرسة "الأندلس" لتعليم الفلامنكو". المدرسة اليوم فعّالة واستقطبت عشرات الطلاب، وتحوّلت في فترة قصيرة من مجرّد فكرة إلى حقيقة".