استكمالاً
للدور الانساني والاغاثي الذي تقوم به في قطاع غزة
في إطار مجموعة الدعم المتكامل الذي تقدمه مؤسسة التعاون على كافة
المستويات، إن كان من خلال التدخلات الفورية في قطاع غزة لاغاثة شعبنا هناك جراء العدوان
الاسرائيلي، أو من خلال تقديم الدعم ومساندة مستشفيات الضفة الغربية بما فيها القدس،
التي تستضيف الجرحى القادمين من القطاع، وتزويدها بكافة المتطلبات التي تساهم في استمرار
هذه المؤسسات الصحية من تقديم خدماتها بالشكل المطلوب، قام الزملاء مدراء البرنامج
في مكتب مؤسسة التعاون في مدينة رام الله بتنفيذ عدد من الزيارات للجرحى من قطاع
غزة المتواجدين في مستشفيات الضفة الغربية بما فيها القدس، للاطلاع عن كثب عن
احتاياجاتهم وسبل تقديم المساعدات ومساندتهم.
"كانت ابتسامتها تملأ المكان بالحياة على الرغم من
جراحها.. اقتربتُ منها وهي على الكرسي المتحرك
حيث يدها ملفوفة بشاش طبي وبدا أنها أجرت عملية جراحية في البطن... استفساري عن
وضعها الصحي بدا لي ساذجاً، فالجروح في مختلف أنحاء جسمها تشرح الموقف... لذلك
بادرت بسؤالها عما تتمنى أن تفعله في مدينة نابلس، فأجابت بلهفة عالية أنها ترغب
بتناول الكنافة النابلسية، ومن ثم ذكرت لنا قائمة بأنواع المأكولات التي ترغب
بتناولها في المدينة، كنا نضحك لبراءتها والتلقائية التي تصف فيها المأكولات، حتى عند
حديثها عن إصابتها عند سقوط الصاروخ في منزلها قالت "حسيت رجلي بتسيح متل
الشكولاطة"..
"الافاضة بالحديث مع سامية كشف لنا أن الاحتلال لم يمهلها
لحظات لإتمام فطورها وإكمال كاسة الشاي الذي كانت تحتسيها، إذ سقطت قذيفة في
منزلها وأصيبت بشظايا في مختلف أنحاء جسمها... الجميع هرب من الغرفة وبقيت هي
وحدها أرادت الوقوف فشعرت أن جلدها يذوب في الأرض، عاد اليها والدها وحملها وركض
بها في الشارع... كان الجميع يركضون هائمين على وجوههم يبحثون عن ملاذ.. وصفير
سيارات الإسعاف تدوي في المكان، والأجواء توحي بأنها نهاية العالم بالنسبة لها".
"أردت أن أمتثل
لرغباتها وأحضر لها القائمة التي ذكرتها، ولكنني فوجئت بأن الطفلة ممنوعة من تناول
الطعام والشراب منذ دخولها المستشفى نظراً لوضعها الصحي، إذ أنها خضعت لعملية
جراحية في البطن استدعت استئصال أجزاءٍ من
الطحال والكلية والكبد والأمعاء الدقيقة، إضافة الى بتر بعض أصابع يدها جراء
الإصابة التي تعرضت لها.
اليوم عدت لأطمئن على وضعها الصحي فوجدتها تجلس في السرير متعبة
ولكنها تحسنت بشكل افضل من الاسبوع السابق وبدأت بتناول الطعام تحت الاشراف الطبي
،لذا همست في اذنها اني سآخذها بعد تحسن وضعا لنأكل الكنافة النابلسية في المدينة
لأرى علامة الرضى والابتسام على وجهها الملائكي".
"بدي علوسة، شعلها ابيض، وفستانها بلتقالي"
"ايناس بنت ال 5 سنين اليوم بتتعالج في مستشفى النجاح بنابلس،
أجت مع ستها لأنه أمها في نفس الضربة تصاوبت وتم نقلها للعلاج بمصر.. كل زيارة كنت
اشوف فيها ايناس كان وجعها اكبر.. عينيها و ابتسامتها بيحكو عن هم جبال ما بتحمله..
و قلبها الصغير صابر و صامد.. من غزة و من ايناس منستمد قوة و صبر.. أطفال بتوقف بوجه
الموت و بتنتزع منه الحياة".