"أنا أعشق مدرستي وأتمنى دائما التفوق فيها. لما كنت أكتب، كنت أنتظر دوري لاستخدام لوح بريل. لكن الآن أجهزة القراءة الذكية وألواح بريل دائما متوفرة."، رنا الشاعر، 15 عام، طالبة كفيفة ومتفوقة في دراستها في مدرسة النور والأمل للمكفوفين في غزة.
كانت مدرسة النور والأمل للمكفوفين من بين المدارس الفائزة بجائزة مؤسسة التعاون للتعليم 2014 -جائزة نبيل هاني القدومي للتميز في التعليم. ساهمت الجائزة في تحسين الوسائل التعليمية للطلبة المكفوفين عبر توريد أجهزة ومعدات خاصة بالمكفوفين سهلت عملية التعليم لهم.
ساعدت جائزة مؤسسة التعاون على توريد أجهزة وبرامج خاصة بالمكفوفين للمدرسة بعد طول انتظار لهذه الأجهزة بسبب عدم توفر الإمكانيات وإغلاق المعابر. تم توريد 49 من ألواح بريل التي تساعد الطلبة على الكتابة بلغة بريل الخاصة بالمكفوفين بشكل سهل ومرن وتوريد ستة من أجهزة القارئ الذكي "بليز ريدر" للمدرسة، حيث يقوم الجهاز بمساعدة الطلبة المكفوفين على الاستماع للمواد الدراسية بشكل صوتي ليسهل عملية التعلم كما ويعتبر الجهاز حديثاً في المنطقة العربية ككل حيث يوفر خدمة القراءة باللغة العربية ولغات أخرى.
تقول رنا وهي بالصف التاسع ومن سكان خانيونس جنوب قطاع غزة، "ساعدتني ألواح بريل في حل واجباتي والتحضير للمواد التي أدرسها حيث كنت قبل ذلك أكتب ولا أستطيع معرفة ما كتبته، لكن عبر لوح بريل فأفهم ما كتبته في كل مادة." تأمل رنا الإستمرار في دراستها وبتفوق ودراسة تخصص الصحافة والإعلام لحبها في التواصل مع الناس والتعرف على اشياء جديدة كل يوم.
ويقول السيد عماد صباح، المشرف الفني ومدرب التقنيات في مدرسة النور والأمل، ""كانت عملية تحويل النصوص الى مادة صوتية صعبة حيث كانت الطريقة المستخدمة لذلك تعطي نتائج ضعيفة، بعد حصولنا على جائزة مؤسسة التعاون للتعليم تمكنت المدرسة من تسريع وتحسين عملية التعليم الخاص بالطلبة المكفوفين عبر استخدام برمجيات وأجهزة حديثة ساعدتنا في تحويل المواد التعليمية إلى صوت وتلبية رغبات الطلبة بشكل أفضل من ناحية الإطلاع وزيادة الثقافة لديهم."
مدرسة النور والأمل هي المدرسة الحكومية الوحيدة للمكفوفين في قطاع غزة التي تقدم الخدمات التعليمية الأكاديمية من الصف السابع وحتى الصف الحادي عشر وفي الصف الثاني عشر يتم دمج الطلبة في المدارس العادية، وتقدم المدرسة نموذجاً رائداً لتعليم المكفوفين. وقد مُنحت الجائزة عن مشروعها "الكتاب الرقمي الناطق" وهو عبارة عن تحويل المناهج الدراسية للمراحل المختلفة إلى مواد مسموعة ويستهدف هذا المشروع الأفراد حديثي العهد بالإصابة بفقدان البصر إما بفعل الحروب أو الحوادث المختلفة حيث من الصعب عليهم تعلم لغة بريل وقد استفادت المدارس في المناطق المحيطة والتي تضم طلبة مكفوفين وضعاف بصر من المواد الصوتية.
جوائز مؤسسة التعاون