Skip to main content

أخبار

التعاون تُنظّم سلسلة ورش عمل قطاعية ومناطقية لتعزيز التنمية المستدامة وتعزيز الصمود الفلسطيني

في ظل التحديات الاستثنائية التي تواجه فلسطين، نظّمت مؤسسة التعاون سلسلة من الورش القطاعية والمناطقية التي استهدفت المؤسسات العاملة في الضفة الغربية، بما فيها القدس، ومناطق 1948، بمشاركة أكثر من 200 مؤسسة فلسطينية من مختلف القطاعات. تهدف هذه الورش إلى تعزيز دور التعاون كمنصة متكاملة تجمع بين أصحاب المصلحة المحليين والدوليين، لخلق رؤية تنموية شاملة تعزز مناعة وصمود الفلسطينيين، وتحقق تنمية مستدامة متوازنة رغم التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتزايدة.

التعاون: منصة استراتيجية ومحفّز للتغيير المستدام

افتتح الدكتور طارق امطيرة، المدير العام لمؤسسة التعاون، الورش بتأكيده على أن التعاون لا تكتفي بلعب دور المنفذ للمشاريع التنموية، بل تعمل كحاضنة استراتيجية تجمع بين الفاعلين في مختلف المجالات لتطوير حلول مبتكرة ومستدامة. كما أشار إلى أهمية الشراكات المستدامة كوسيلة لضمان تنفيذ المبادرات التي تلبي الاحتياجات الحقيقية للمجتمع الفلسطيني، موضحًا أن هذه الورش تُشكل انطلاقة نحو رسم خارطة طريق واضحة لكل قطاع بناءً على خصوصية كل منطقة واحتياجاتها.

من جهته، أكد السيد أحمد الفرا، مدير إدارة البرامج ورئيس فريق الخبراء، أن هذه الورش تشكّل خطوة أساسية للمساهمة نحو بناء خطط تنموية متكاملة، مشددًا على أن التعاون تظل ملتزمة بتعزيز التعاون مع كافة الشركاء المحليين والدوليين لدعم الجهود الوطنية في مختلف القطاعات، وتحقيق تأثير طويل الأمد. وأوضح أن هذه السلسلة من الورش ليست مجرد مبادرات مؤقتة، بل هي جزء من نهج استراتيجي راسخ لدى مؤسسة التعاون، يهدف إلى استمرارية الحوار المشترك وتعزيز التشبيك الفاعل مع جميع الأطراف ذات العلاقة. وأكد أن التعاون ستواصل إطلاق المزيد من الورش التخصصية لتكون منصة ديناميكية متجددة تستجيب للتحديات المستمرة وتواكب تطلعات الشعب الفلسطيني نحو التنمية المستدامة.

التعليم: الاستثمار في الإنسان من أجل مستقبل مستدام

ناقشت الورش التحديات التي تواجه قطاع التعليم الفلسطيني، والتي تتجسد في الفجوة المتزايدة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل، إلى جانب تردّي البنية التحتية التعليمية، خاصة في المناطق المهمشة والمناطق الخاضعة للقيود الإسرائيلية المشددة. طرح المشاركون توصيات عملية لدمج التكنولوجيا الحديثة في التعليم، وتحديث المناهج بما يتلاءم مع التطورات العالمية، مع التركيز على التعليم المهني والتقني كأداة رئيسية لتمكين الشباب الفلسطيني من الاندماج في سوق العمل. وأكدت الورش على ضرورة تعزيز التعاون بين المؤسسات التعليمية والقطاع الخاص لضمان توفير فرص تدريبية تساعد في تلبية احتياجات سوق العمل المتغير.

الصحة: نحو خدمات صحية متكاملة ومستدامة

استعرض المشاركون في الورش واقع القطاع الصحي في فلسطين، والذي يواجه تحديات كبيرة تتعلق بنقص التمويل، والافتقار إلى البنية التحتية المناسبة، وضعف القدرة على الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية، خصوصًا في المناطق المهمشة مثل قطاع غزة. وتطرقت النقاشات إلى أهمية تطوير استراتيجيات مستدامة تضمن تحسين الخدمات الصحية، من خلال تعزيز الشراكات مع المؤسسات الدولية، وتوفير المعدات الطبية اللازمة، والعمل على تحسين جودة الخدمات من خلال تدريب الكوادر الطبية، وإدخال حلول مبتكرة مثل الخدمات الصحية الرقمية للوصول إلى المرضى في المناطق النائية.

الثقافة: صون الهوية الفلسطينية وتعزيز الإنتاج الثقافي

تجلّت أهمية الثقافة كعنصر أساسي في تعزيز الهوية الفلسطينية خلال النقاشات التي دارت حول التحديات التي يواجهها القطاع الثقافي، لا سيما محاولات الاحتلال الإسرائيلي طمس التراث الثقافي الفلسطيني. أظهرت الورش الحاجة الماسة إلى دعم المؤسسات الثقافية وإطلاق مبادرات تُعنى بتعزيز الهوية الوطنية، عبر تبني أدوات حديثة مثل الإنتاج الثقافي الرقمي، وإقامة فعاليات ثقافية تسلط الضوء على الرواية الفلسطينية الحقيقية. كما تم التأكيد على أهمية تعزيز التعاون بين المؤسسات الثقافية والمجتمعية لضمان استدامة البرامج الثقافية واستمرار تأثيرها في المجتمع الفلسطيني.

حقوق الإنسان وتمكين المرأة: نحو مجتمع أكثر عدالة وإنصافًا

تناولت الورش التحديات التي تواجه المرأة الفلسطينية، والتي تتراوح بين القيود الاجتماعية، والتمييز الاقتصادي، إضافة إلى استمرار الانتهاكات الإسرائيلية التي تؤثر على قدرتها في الوصول إلى الفرص الاقتصادية والاجتماعية. وشدد المشاركون على ضرورة تعزيز الأطر القانونية التي تحمي حقوق المرأة، وتوفير فرص تدريبية تمكنها من دخول سوق العمل والمشاركة في عملية صنع القرار. كما تم التأكيد على أهمية تعزيز التعاون مع المؤسسات الحقوقية لتقديم الدعم اللازم للنساء الفلسطينيات، وضمان إدماجهن في كافة القطاعات التنموية.

تمكين الشباب: بناء أجيال قادرة على قيادة المستقبل

أبرزت الورش دور الشباب الفلسطيني كقوة محورية قادرة على إحداث التغيير، إلا أنهم يواجهون تحديات متزايدة، مثل البطالة وغياب فرص المشاركة المجتمعية والسياسية. ناقش المشاركون سبل تعزيز ريادة الأعمال كوسيلة لدعم الشباب، بالإضافة إلى تطوير برامج تدريبية تُكسبهم المهارات اللازمة لتمكينهم اقتصاديًا واجتماعيًا. كما تم طرح أهمية تعزيز مشاركة الشباب في صناعة القرار من خلال المبادرات المجتمعية التي تدعم دورهم الريادي في قيادة التغيير.

الزراعة: دعم صمود المزارعين وتحقيق الأمن الغذائي

استحوذ قطاع الزراعة على اهتمام كبير خلال الورش، حيث ناقش المشاركون تحديات شح الموارد المائية، ومصادرة الأراضي، والتغيرات المناخية التي تهدد الأمن الغذائي الفلسطيني. تم التأكيد على ضرورة تبني حلول مبتكرة تعتمد على التكنولوجيا الزراعية، ودعم صمود المزارعين من خلال تقديم الدعم المالي والتقني لهم. كما برزت أهمية تعزيز التعاونيات الزراعية وتحسين سلسلة التوريد للمنتجات الزراعية لتمكين المزارعين من الوصول إلى الأسواق المحلية والدولية.

الورش المناطقية: استراتيجيات متخصصة لمعالجة التحديات المحلية واستجابة شاملة للتعافي في غزة والضفة الغربية بما فيها القدس

تُعَدُّ الورش المناطقية التي نظّمتها مؤسسة التعاون جزءًا من التزامها المستمر بالعمل على تطوير حلول واقعية ومستدامة تعكس خصوصية كل منطقة فلسطينية، وتستجيب للاحتياجات الملحة التي فرضتها الأوضاع الراهنة.

القدس: تعزيز الصمود الوطني وحماية الهوية الثقافية وتمكين الشباب

ركزت الورش التي عُقدت في القدس على تعزيز الصمود الوطني في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة، حيث شدد المشاركون على ضرورة تطوير استراتيجيات تدعم المؤسسات المقدسية وتمكّنها من تقديم خدمات نوعية تلبي احتياجات المجتمع المحلي. كما تم تسليط الضوء على أهمية حماية الهوية الثقافية والاجتماعية للمدينة من خلال دعم المبادرات التي تهدف إلى تعزيز الرواية الوطنية الفلسطينية، ومواجهة سياسات التهجير والتمييز المستمرة.

ولعب تمكين الشباب المقدسي دورًا محوريًا في النقاشات، حيث تمت مناقشة سبل تعزيز دورهم في مواجهة التحديات من خلال برامج ريادية وتعليمية تسهم في تطوير قدراتهم وتحسين فرصهم الاقتصادية. كما أكدت الورش على ضرورة توفير منصات تتيح للشباب المقدسي التعبير عن آرائهم والانخراط في العمل المجتمعي والمؤسسي، بما يعزز انتماءهم لمدينتهم ويقوي مشاركتهم في حماية النسيج الاجتماعي.

قطاع غزة: التزام استراتيجي طويل الأمد لتعزيز التعافي والاستجابة للطوارئ

وضعت الورش الخاصة واجتماعات الخبراء حول قطاع غزة خارطة طريق واضحة لمواصلة تنفيذ مبادرة “غزة تستحق” التي أطلقتها مؤسسة التعاون، والتي تهدف إلى توفير استجابة شاملة ومتكاملة للأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع. تُعدّ برامج التعاون في قطاع غزة نموذجًا للاستجابة المستدامة من خلال العمل الوثيق مع الشركاء المحليين والدوليين، والتركيز على تقديم الدعم الفوري للمتضررين، إلى جانب التخطيط الاستراتيجي للتعافي وإعادة الإعمار.

وفي إطار التزامها بالاستجابة السريعة، أعدّت التعاون خططًا متكاملة للتدخل في مختلف القطاعات، بالتنسيق مع الشركاء، لضمان الاستجابة الفاعلة والتنسيق المحكم للجهود.

الضفة الغربية، بما فيها القدس: استجابة إنسانية متكاملة وخطط للتعافي

لم تقتصر الورش المناطقية على الاستجابة الطارئة فقط، بل امتدت إلى التخطيط الاستراتيجي للتعافي في مختلف أنحاء الضفة الغربية، بما في ذلك القدس. فقد تم تسليط الضوء على الحاجة إلى بناء خطط طوارئ متكاملة تسهم في تقديم استجابات سريعة وفعالة للأزمات المستمرة، مع التركيز على القطاعات الحيوية مثل التعليم، الصحة، والتمكين الاقتصادي.

مناطق 1948: الحفاظ على الهوية وتعزيز التكافل المجتمعي

استعرضت الورش التي خُصصت للمجتمع الفلسطيني داخل مناطق 1948 التحديات الفريدة التي تواجهه، والتي تتنوع بين التهميش الاقتصادي والاجتماعي، ومحاولات محو الهوية الوطنية. وقد ركز المشاركون على أهمية دعم البرامج التي تعزز وجود المؤسسات الثقافية والاجتماعية، وتطوير خطط مستدامة للتكامل مع باقي أجزاء الوطن الفلسطيني.

وأكدت التوصيات على ضرورة توفير آليات دعم فني ومالي للمؤسسات العاملة في هذه المناطق، إلى جانب تعزيز الشراكات مع الجهات الدولية والإقليمية لضمان الحفاظ على الهوية الفلسطينية وترسيخها في الأجيال القادمة.

التعاون: شريك فاعل ومستمر في بناء مستقبل أكثر استدامة

تؤكد مؤسسة التعاون من خلال هذه الورش أن جهودها في الاستجابة الطارئة والتخطيط للتعافي والتنمية لن تكون مجرد مبادرات مؤقتة، بل هي جزء من رؤية استراتيجية بعيدة المدى، تهدف إلى توفير منصة مستدامة للحوار، التعاون، والتطوير المستمر.

وإذ تواصل التعاون العمل مع الشركاء المحليين والدوليين، فإنها تسعى لتوظيف نتائج هذه الورش في تصميم برامج أكثر فاعلية وشمولًا، تعزز التنمية المجتمعية وترسّخ مقومات الصمود الفلسطيني في مواجهة التحديات المستمرة.

التوصيات والخطوات القادمة

توصل المشاركون إلى مجموعة من التوصيات العملية، تشمل تطوير آليات متابعة وتقييم للبرامج، وتوسيع نطاق الشراكات الاستراتيجية، وتعزيز العمل المشترك لضمان تحقيق أثر تنموي مستدام. وأكدت مؤسسة التعاون التزامها بالعمل مع كافة الشركاء لضمان تنفيذ هذه التوصيات على أرض الواقع.

التعاون: شريك رئيسي في تحقيق التنمية المستدامة

تؤكد مؤسسة التعاون من خلال هذه الورش دورها الريادي كمحفز وكمنصة استراتيجية تجمع بين مختلف الأطراف لتحقيق التنمية المستدامة في فلسطين، وتوفير الحلول الفعالة التي تلبي احتياجات الفلسطينيين وتحقق التغيير الإيجابي المستدام.

شارك معنا الآن.

أينما كنت.

بأي طريقة تناسبك.